📒 الدرس السابع 📒
📝تعريف الصيام
الصيام هو:
*الإمساك عن جميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية الصيام تعبدا لله عز وجل.*
*يتضح لنا من خلال هذا التعريف أن للصوم ركنان اساسيان وهما:
(1)_*الإمساك عن جميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس تعبدا لله.*
(2)_*نية الصوم*.
¥¥وهذان الركنان يحتاجان إلى شيئ من التوضيح.
_ _ _ _ _ _ _
*%الركن الأول%*
وهو ينقسم إلى جزأين وهما:
*(الجزء الأول)*
وهو:
الإمساك عن جميع المفطرات.
=وهذا سنتحدث عنه عندما نصل إلى مفسدات الصيام إن شاء الله.
*(الجزء الثاني)*
وهو:
وقت الإمساك_أي بدايته ونهايته.
**فأما بداية الصوم اليومي فهي من طلوع الفجر.
=ويقصد بطلوع الفجر هو: *طلوع الفجر الثاني.*
=وذلك لأن هناك فجر أول _ ويسمى *بالفجر الكاذب.*
=وهناك فجر ثاني _ ويسمى *بالفجر الصادق.*
% والفرق بينهما هو:* أن الفجر الأول يطلع فيه ضوء على شكل عمودي فيستمر فترة من الزمن ثم يذهب ويتلاشى ويأتي بعده ليل_ولذلك سمي بالفجر الكاذب.*
=وأما الفجر الثاني: *فإنه إذا طلع يظهر معه ضوء على شكل أفقي يعترض فيزداد حتى يتضح أنه بياض النهار _ ولذلك سمي بالفجر الصادق.*
¥ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الصحابة بعدم الإمساك حتى يؤذن إبن أم مكتوم_وليس على أذان بلال رضي الله عنهم.
=*والسبب هو أن ابن أم مكتوم كان رجلا اعمى فلا يؤذن حتى يكثر عليه كلام الناس بأن الفجر قد طلع.*
وأما بلال فكان يجتهد في رؤية الفجر لأنه مبصر _فلربما أخطأ وأذن عند طلوع الفجر الأول.
ولذلك قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:
*إن بلالا يؤذن بليل.*
%الخلاصة%
*يبدأ الإمساك عن المفطرات عند طلوع الفجر الثاني_الصادق.
وذلك كما قال تعالى : (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر).*
_ _ _ _ _ _ _
**وأما نهاية الصوم اليومي فهي تكون بغروب الشمس.
وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام : *(إذا اقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم)*
=ومعنى هذا الحديث هو:
أن الصائم يكون قد افطر حكما_حتى وإن لم ينوي الفطر فإنه اصبح في حكم المفطر.
*ومعنى قوله تعالى : *(ثم اتموا الصيام إلى الليل)*
أي إذا غربت الشمس كما في الحديث السابق.
%وهنا مسألة مهمة%
وهي:
*أنه لا يجوز لنا الوصال في الصوم _لأنه من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.*
*ومعنى الوصال في الصوم أي وصل الليل مع النهار في الصيام.*
وقد نهانا عن الوصال_ ولما سأله الصحابة :
كيف تنهانا عن الوصال يارسول الله وأنت تصل؟
فقال:
*(انا لست كهيئتكم فإني أبيت والله يطعمني ويسقيني).*
_ _ _ _ _ _ _ _
%الركن الثاني من اركان الصوم%
وهو:
النية.
*والنية هي: الإرادة والقصد.
فقصد الشيئ يعني نيته.*
وإرادة الشيئ يعني نيته ايضا.
**والنية هي:
*من اعمال القلوب وأن التلفظ بها بدعة.
=وهي ركن من اركان الصيام _ فلا يصح الصيام إلا بنية الصيام.*
_ _ _ _ _ _ _ _ _
*% وقت النية في الصيام%*
إن الأصل في نية الصيام تكون من الليل وقبل طلوع الفجر الثاني.
**ولكن في صيام التطوع فإنها تجوز في النهار _ ولكن يشترط أن يكون الذي نوى من النهار لم يأت بشيئ من المفطرات.
=فأما إن كان قد أتى بشيئ من المفطرات فإن صيامه لايصح.
**وأما النية في صيام الواجب كصيام رمضان_فإنه يجب تعيينها من الليل وقبل طلوع الفجر الثاني ولو بدقائق قليلة.
وذلك كما جاء من حديث عائشة رضي الله عنها : *(من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له)*
*وهذا يقصد به في الصيام الواجب وليس التطوع.*
¥¥ ومن هذا يتضح لنا مايلي:
1_أن النية في الصيام الواجب تجب من الليل وقبل طلوع الفجر الثاني.
2_يجوز للإنسان أن ينوي الصيام في أول الليل أو اوسطه أو آخره بشرط قبل طلوع الفجر الثاني.
3_يجوز للإنسان أن ينوي الصيام قبل أن ينام من الليل.
4_يجوز للإنسان النوم وتأخير نية الصيام الى قبل طلوع الفجر الثاني.
ولكن الأفضل أن ينوي الصيام قبل أن ينام لأنه قد لا يصحى من نومه إلا بعد طلوع الفجر الثاني.
_ _ _ _ _ _ _ _ _
*¥¥ مسألة مهمة ¥¥*
س: هل تكفي نية واحدة في بداية رمضان للشهر كله؟ أم أنه يجب لكل يوم نية خاصة به؟
*الجواب*
اختلف العلماء في هذا إلى قولين وهما:
*&القول الأول&*
وهو أنه تجب لكل يوم من ايام رمضان نية خاصة به.
=وهذا القول مرجوح.
*&القول الثاني&*
وهو أنه تكفي نية واحدة في أول الشهر عن الشهر كله _ ولكن بشرط التتابع وعدم القطع.
فإن حدث القطع وجب إعادة النية من جديد _وتكفي نية واحدة للأيام الباقية بشرط التتابع وعدم القطع.
=أي كلما حدث القطع وجب تجديد النية.
% فلو أن رجلا نوى في بداية الشهر صيامه كاملا _ فإنه تكفيه هذه النية في أول الشهر.
=ولكن لو افطر في اليوم السابع مثلا _ فإنه يجب عليه تجديد النية لأنها انقطعت _وتكفيه نية واحدة للأيام الباقية.
*وهذا هو القول الصحيح والراجح_والذي عليه جمهور أهل العلم ومنهم ابن باز وابن عثيمين وغيرهما.*
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
%الباب الأخير في النية%
**قاعدة مهمة جدا**
أنه يشترط لصحة النية:
*وجود الجزم بها والعزم على فعل ما نوى.*
*وأما التردد في النية فإنه يفسد الصوم.*
&وهنا ثلاث مسائل&
وهي:
*¥المسألة الأولى¥*
لو أن إنسانا نام في ليلة الثلاثين من شعبان مبكرا ؛ وكان هناك إحتمال أن تكون هذه أول ليلة من رمضان _ولكنه نوى قبل أن ينام _فقال: إن كان غدا هو أول يوم من رمضان فأنا صائم؛
وإذا لم يكن من رمضان فأنا مفطر.
ثم استيقظ بعد طلوع الفجر الثاني فإذا هو من رمضان_فما حكم صيامه؟
ج_ صيامه صحيح لأن تردده في النية هنا كان مبني على تردد ثبوت الشهر _ولم يكن التردد في النية.
(قاله ابن تيمية وابن عثيمين وجمهور اهل العلم).
*¥المسألة الثانية¥*
س:
لو أن إنسانا عرف أن غدا هو أول أيام رمضان _ فقال أنا سأصوم غدا إن شاء الله _ثم اصبح صائما_فما حكم صيامه؟
ج:
إذا كان يقصد بقوله:إن شاءالله_ تحقيقا لما نوى _ أي عازما على الصيام بدون تردد فصيامه صحيح.
=وأما إن كان يقصد بها التردد _أي يمكن اصوم ويمكن افطر _ فصيامه لايصح إلا في حالة واحدة فقط إذا غير نيته من التردد الى العزم قبل طلوع الفجر الثاني فحينئذ يصح صيامه.
*¥المسألة الأخيرة¥*
س:
لو أن صائما غير نيته أثناء النهار ونوى الفطر ولو كان قبل الغروب بدقائق _ولكنه لم يأت بشئ من المفطرات_ثم رجع وغير نيته إلى الصوم_ فما حكم صيامه؟
ج:
فسد صيامه حتى ولو لم يتناول شيئ من المفطرات.
وذلك لأنه من نوى الفطر فقد افطر.
وأن الأعمال مبنية على النيات كما في الحديث*(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىئ مانوى)*
_ _ _ _ _ _ _ _ _
انتظرونا في الدرس الثامن إن شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق